لقاء مع الكاتب المصري "عماد أبو زيد" ، وحديث عن الهواية والموهبة

حوار: عبدالله إبراهيم

- حدثنا عن وجهة نظرك في العمر؟ 

ما بين الشباب والكهولة، والعمر في نظري مقياسه توقد الفكر، والقدرة على الابداع، والأداء، والعطاء، وعدم غياب الحيلة والفطنة، وعدم وجود مساحة للخمول والاكتئاب. وأنا أميل إلى تفضيل سن ما بعد الأربعين (حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ۖ إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) الأحقاف/15. 

- حدثنا عن كتاباتك وأعمالك الأدبية؟

أكتب القصة والرواية، وقدمت حتى الآن للمكتبة العربية، ثماني مجموعات قصصية، إضافةً إلى كتابة المقال السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وبعض الرؤى النقدية.
- كيف كانت بدايتك وهل واجهت المصاعب؟

تنقلت بين هواياتٍ عدة أحببتها مثل: الرسم، والموسيقى، ورسم الخطوط، والشغف العلمي، وممارسة لعبة كرة القدم، وكتابة الشعر، إلى أن وجدت نفسي شغوفًا ومولعًا بالنثر، قراءةً وكتابة.

- دعنا نتخيل أن موهبتك العظيمة هي طفلتك المُدلّله أخبرنا كيف تتعامل معها لكي تُنميها؟

بذرة الفن أو الموهبة موجودة في كل إنسان، وإذا ما وعيَ لها؛ فإنه سيتعهدها بالرعاية والنماء، والطفل في حاجة إلى من يلتقط موهبته وينميها. وهناك بعض المبدعين والعباقرة سواء على الصعيد المحلي أو الدولي، تفجرت مواهبهم في سن متأخرة، وقدموا أعمالًا مهمة أبهرت العالم مثل: مارغريت ميتشل، وروايتها الوحيدة "ذهب مع الريح".


- وكيف تحميها من العقبات التب تواجهك مثل المحبطين او الكسل وغيرها من العقبات؟

 المشكلات المادية، والحياتية، والاجتماعية؛ قد تكون عقبات في طريق الموهبة والابداع، وفي طريق العالِم أيضًا، إلى جانب المرض، والتراخي والكسل والإهمال، وما يلحق بالنفس من أمراض غير مرئية مثل الاكتئاب والفصام ... إلخ
والمبدع الحقيقي يحمي موهبته بأن يوليها اهتمامًا أكبر بالدرس، والصقل، والتمرين، والتدريب، مع تنظيم الوقت، حتى لا يكون هناك صراعًا بين الشغف بالهواية، والكفاح من أجل الحصول على لقمة العيش. 

- هل في يوم قال لك أحدهم أنك لست موهوب او أوجه لك حديث جعلك تشعر للحظه أنك غير موهوب او كان المجتمع من حولك يحب موهبتك ويقوم بتشجيعك؟


غالبًا ما يكون المجتمع محبط، منفّر للمواهب، وقاتل للعباقرة؛ فمن ينفخ في روح موهبته، ويغذيها بما تحبه، وتتوق إليه، ينعت بأن ليس لديه ما يشغله، وإنه يزجي وقت فراغه.
وعادةً مجتمعاتنا لا تقدر الموهوب حق قدره، بل على العكس ممكن أن تنال منه، وتتنمر به، وتسخر منه، وقد يقع الآباء والكبار في هذا الفخ، قبل أقران الطفل. وإذا ما أمعنا النظر في السير الذاتية لكبار العباقرة والمبدعين على مستوى العالم، سنجدها لا تخلو من هذه المثالب.

- كيف استطعت تخطِ كل العقبات والصعوبات التي واجهتها؟


من خلال قوة الإيمان بالله، ثم بالهدف الذي وضعته نصب عيني.

- ومن هو أهم داعم لك؟


المثابرة والإصرار هما أسلحة الكاتب أو المبدع أو العالم، وبهما يصل إلى غايته المنشودة.

- حدثني عن قدوتك او شخصك المميز في هذا المجال الذي كان مصدر إلهامك؟


 كل إنسان ناجح في أي مجال، سواء كان علميًا أو أدبيًا أو رياضيًا.. إلخ.

- حدثنا عن أمنيتك التي تحاول تحقيقها في هذا المجال؟


 أن أجود ما أحبه، وأصنعه بيدي، وأن أكون في حركة تطوير مستمرة.


- لكل فن رسالة، ماهي رسالتك التي تحاول إيصالها إلى العالم؟


 رسالتي: هي إيماني أن الإنسان قادر على صنع كل شيء مغاير، وفارق، وخارج عن المألوف، وقادر على تغيير الورد اليومي من قاموس العادات الرتيبة والسيئة.

- أسرد موقف حدث لك وكان له عليك تأثير في هذا المجال أو كتشجيع لغيرك من ممتلكين هذه الموهبة!


المواقف كثيرة، المهم أن يهتم الإنسان بالمواقف الإيجابية، ولا يلقي بالًا للمواقف السلبية.

- إذا طلبت منك وصف المؤسسة والغزل بها لكي تلفت نظر العالم إليها وتجعلها أقرب لقلوبهم مثلما هي قريبة من قلبك، ماذا ستقول؟


أنصح أن يكون الوصف وليد اللحظة، ودون مقابل ينتظر، حتى يخرج وصفًا صادقًا، ويصادف هوى في نفس المتلقي.

إرسال تعليق

أحدث أقدم