حوار صحفي مع الكاتب والمحاضر حسام ذكي لمجلة حكاية يافث أرثر للثقافة والفنون

كتبت: هند مصطفى 

عرفنا بنفسك ؟
- حسام ذكي ، ٢٣ عامًا ، أدرس علم نفس و نظم المعلومات الإدارية ، و من محافظة الجيزة .

متى بدأت موهبتك؟
- في مرحلة الثانوية بدأ الإكتشاف
هناك افكار و مشاعر كثيرة كانت تدور في ذهني وقتها.. و لم أستطيع التعبير عنها جيداً.. و الكتابة كانت هي وسيلة الوحيدة للتعبير ، و لم أخبر بها أحد.. كانت أحد أسراري الدفينة البسيطة وقتها ، و من هنا بدأت موهبتي و اكتشفتها ، و بدأت الإهتمام بالقراءة أكثر ، التغذية الفكرية من أهم العوامل التي جعلتني أستمر في الكتابة و أكون مرن و بارع و متطور في الكتابة دائماً الأفكار المختلفة و أساليب السرد . 

من الذي اكتشف تلك الموهبة ؟
- أنا من اكتشفت نفسي بكل بساطة.. مررت ببعض المواقف كشفت لي موهبتي و الأشياء المميزة بها.. الفضل يرجع لله وحده . 

ما أهم اعمالك الفنية التي قمت بها؟
- ليست فنية بقدر أنها كانت علمية ، بدأت في مجال علم النفس على نطاق واسع نسبياً.. درست علم النفس التحليلي و المعرفي و الإيجابي و التربوي على أيدي متخصصين و درست لغة الجسد و علاقتها بالتحليل السلوكي للفرد ، و من خلال ذلك قدمت بعض الدورات التدريبية مثل (مهارات بلا حدود و إختيار شريك الحياة ) ، و من هنا قررت استخدام خبراتي المتواضعة في علم النفس و توظيفها في الكتابة.. و كتبت أول أعمالي الأدبية.. رواية : الفصل الأخير (المُعتل) ...
و ألقيت محاضرة عن (السواء النفسي و المرونة النفسية) - لمؤسسة كُتاب المستقبل - تحت رعاية مركز المحكمين الدوليين و جريدة بيتا الصحفية ، و تم تكريمي عن روايتي الأولى (الفصل الأخير-المُعتل) و تم تكريمي ايضاً لأنني كنت المسؤول عن جميع تصميمات الـجرافيك للمؤسسة
و جاري الأن إنهاء عمل أدبي أخر للمشاركة به في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2023 ، و العملين بالإشتراك مع صديقي الكاتب أحمد دياب . 

من مثلك الأعلى في مشوارك الفني؟
- من الناحية العلمية فهو الدكتور أحمد عمارة استشاري الصحة النفسية بالطاقة الحيوية.. هذا الرجل عظيم و رائع جداً في مجاله ، و من الناحية الأدبية هو الأديب نجيب محفوظ ، و الطبيب و الأديب أحمد خالد توفيق .

من الأشخاص الداعمين لك في مشوارك الفني؟
- أصدقائي.. صديقي رفيق الرحلة أحمد دياب ، و المخضرم كريم عمر 
- محظوظ من يمتلك القدرة على إختيار أصدقاء مثلهم .
  
ما الحكمة التي تؤمن بها في حياتك؟
- ليست حكمة.. إنها آية من آيات الله
{وما الحياةُ الدّنيا إلا لَعِبٌ ولهوٌ وللدّارُ الآخرةُ خيرٌ للذينَ يتّقونَ أفلا تَعقلونَ} صدق الله العظيم ، [ آية ٣٢ - سورة الأنعام ] 

ماذا يمثل لك النقد الذي يوجه اليك؟و ما أصعب نقض تعرضت له؟
- أحبه كثيراً.. نعم أحبه ، (النقد) يجعلني أكتشف أخطائي و يوفر الكثير من الوقت و المجهود الذي كان سوف يضيع لولا وجود النقد
أما (النقض) هو بمثابة دافع من الدوافع الرئيسية لتحقيق أهدافي.. كلما زاد النقض زاد العِناد و الإصرار للوصول ، لدي اعتقاد راسخ.. أن الله لا يكلف نفساً إلا وسعها.. و من هنا أدركت أنني وسعها 
حتى الأن لا يوجد بالنسبة لي ما اطلق عليه (أصعب نقض) فكما قلت أن النقض ليس إلا دافع من الدوافع الرئيسية للوصول لأهدافي .

 .يمكنك أن تحكي موقف طريف حدث معك ؟
- منذ عامين من الأن كنت جالساً مع أحد الحكماء الكبار على القهوة نحتاس أكواب الشاي.. كان شيخاً لا اعرفه كان أول مجلس يجمعنا.. معلوماته و خبرته عن هذا العالم لا تُحصى أبهرني و الحقيقة اُعجبت به جداً.. كنت أحب سماعه حتي صدمني بعد لحظات بمعلومة خاطئة يخبرها لأحد الجالسين معنا حول طريقة التعامل مع الناس.. معلومات تبرز العنف و الخبث الداخلي الناتج عن تجارب نفسية سيئة له..؛ تداخلت معه و عدلت له معلوماته بطريقة لطيفة ليست بها اي نوع من الهجوم بل اعتمدت على الحيادية المطلقة.. و فسرت له كيف نشأ هذا الفكر الشاذ و دمرت معتقد ثابت في عقله بحيلة نفسية ل، و بعد أن أدهشته و أقتنع بوجهة نظري المتواضعة.. أصبح الإعجاب متبادل الآن بيننا و شهد أنني مثقف و صاحب وعي و خبرة جيدة ، ثم سألني سؤال فضولي عنيداً منه : 《عندك كام سنة؟》 أجبته بكل تلقائية بإبتسامة بلهاء ظناً مني أنه سؤال بريء لا يحمل أي ضغينة نفسية بداخله.. قلت : 《 21سنة 》 ، بعد أن أجبته.. لاحظت أن شفتيه اتسعت.. حاجباه ارتفاعا.. فمه فُتح لا إرادياً منه..وعينيه سيخرج منهما نارًا تلتهمني أنا و الكرسي الذي أجلس عليه الأن ، 
قال : 《 أنت عارف أنا عندي كام سنة يابني》 .. 
لاحظت في كلمة (يابني) الذي قالها نوع من الاستهزاء بي ، لكنني تغاضيت عن ذلك و أخبرته لا أعلم كم عمرك ، أطلق ضحكة و أخبرني بفخر : 《 أنا عندي «59»سنة 》 ...
و أخذني مرة أخرى للمناقشة الماضية كي يثبت أنه على حق رغم اعترافه من لحظات أنه كان على خطأ.. و بعد جدال طويل في ساحة المعركة علمت أنها ستستمر لأعوام بيني و بينه دون فائز ، ألقيت سيفي على الأرض و أعلنت الاستسلام و قلت له حتى لا أتعب رأسي : 《 أنت صح خلاص أنا اقتنعت! 》.. لكنه لاحظ أنني آخذ عقله و أضعه في صندوق و أغلق ذلك الصندوق و أضيع مفتاحه كي يصمت و يكف عن الثرثرة ، و حينها قال بنبرة منزعجة : 《جيل مهبب》 ...
ما هذا!! ، أين الرجل الذي كان يُبادلني الإعجاب !!
أين الرجل الذي شهد أنني مثقف و صاحب خبرة !!
تبخر في الهواء.. لم أجده.. تحولت شهادته من أنني مثقف و ذكي إلى أنني تابع لجيل مهبب وهذا لمجرد عِلمه أنني صغير سنًا.. لقد كان يظن أنني في الثلاثون من عمري.. لهذا استسلم لإعجابه بي 
أدركت أن تمسكهم بفخامة و عظمة كِبر السن ما هو إلا آلية نفسية للحفاظ على هيبتهم و عبقريتهم اللامحدودة التي لا أراها ، علمت أن العمر مجرد عدد للأيام و الأشهر و سنوات ليس أكثر و أن المعرفة و العلم لا يخضع للتقييم بعدد الأيام و السنوات 
هذا أفضل موقف طريف حدث معي .

موقف حزين شاهدته او واجهته او سمعته من شخص قريب منك ؟
- أحد الأقربين لقلبي والده توفى.. كان يحتاج لوجودي بجانبه بشدة و للأسف الشديد لم اكن بجانبه شعوري بالحزن وقتها لا أستطيع وصفه حتى الأن .

ما النصيحة التي يمكن أن تقدمها لغيرك من الشباب؟
- لا تجعل ملهيات الحياة تُلهيك او تأخذك من الله
و لا تنجرف وراء القطيع كن مميز .

ما أكبر حلم تتمني تحقيقه ؟
- أتمنى أن يجعلني الله سبب في سعادة و مساعدة أكبر عدد من الناس بعلمي و موهبتي . 

ما طموحاتك في حياتك القادمة ؟
- الإستمرار في الكتابة الأدبية و عمل محاضرات علمية لإفادة أكبر عدد من الشباب .

أين تجد نفسك في المستقبل ؟
- إن لم أكون أقوى شخص في مجالي.. على الأقل سأكون أكثرهم تميز و ذكاء  
في النهاية أريد أن أعبر لك عن مدى سعادتي بالحوار معك وأتمنى لك دوام النجاح والتوفيق .

رئيس التحرير: عبد الله إبراهيم 
نائب رئيس التحرير: مريم عبد الهادي كامل 


إرسال تعليق

أحدث أقدم