📚 ريفيو للمجموعة القصصية: "السوط والجلاد"

 



✍️ الكاتبة السورية: أريج عبد العزيز

🎀 الشيماء يوسف (شام)

🏛️ إصدار: حكاية صناع السعادة للثقافة والفنون


1️⃣ ليالٍ من الخذلان 💔

قصة تأخذنا إلى قلب فتاة لم تتجاوز ذكرى فقد صديقتها رغم مرور أربعة عشر عامًا. ما زالت الجراح حية، والذكريات تلمع كأنها حدثت البارحة. تصف الكاتبة البيئة الحلبية بدفء شديد، لتجعل القارئ يشعر كأنه هناك، وسط البرد والخذلان، مستمعًا لأنين لا يُنسى. وبين دفء الوصف وتفاصيل المشاعر، نجد تشتيتًا بسيطًا في التركيز على شخصيات أخرى، ما أضعف قليلاً من حضور الصديقة الراحلة في قلب القصة. ورغم ذلك، المشاعر حقيقية، وجُرح الفقد واضح، وكأن الحكاية خيط ناعم يمتد من قلب القارئة إلى قلب البطلة.


💭 رأيي الشخصي: هذه القصة لامستني بشدة، فقد أعادتني إلى لحظة فقد جدتي منذ أكثر من ستة عشر عامًا. شعرت كما شعرت البطلة، بأن بعض الغياب لا يُنسى، وبعض الليالي لا تموت.


2️⃣ التميمة المدفونة 🧿

تفتح القصة على مشهد مشحون بالغموض، بظهور امرأة غريبة تُثير الخوف في نفس فتاة صغيرة. سرعان ما تنتقل الأحداث إلى بيت الجدّ، حيث تظهر إشارات عن وجود سحر مدفون يؤثر على البطلة. الإيقاع السريع أضفى جوًا مشوقًا، لكن بعض القفزات السردية تركت فراغًا في التمهيد لفهم الفتاة لحقيقة ما يجري. رغم صغر سن البطلة، بدت قراراتها ناضجة بشكل لافت، وكأنها تحمل وعيًا أكبر من عمرها. ومع ذلك، استطاعت الكاتبة خلق جوّ غامض يحمل بين سطوره رسالة عن الشر الذي يختبئ خلف الضعف، وعن الأذى الذي قد يصدر عن من لم يعرفوا الرضا.


💭 رأيي الشخصي: شعرت أن القصة تحمل في طياتها درسًا خفيًا: أن الأذى ليس دائمًا خارجيًا، بل ينبع أحيانًا من أرواح لا تعرف النور، وتبحث عن الانتقام عبر السحر والظلمة.


3️⃣ الأوهام 💻🎭

العالم الافتراضي ليس دائمًا بريئًا، وفي هذه القصة نكتشف وجوهًا مزيفة خلف كلمات لطيفة. فتاة تنجرف في علاقة بدأت من شاشة، لتكتشف أن خلف "الحب" يوجد استغلال، وأن وراء صديقة العمر، توجد خيانة. القصة تعالج قضية حساسة، وتربط بين العلاقات المحرّمة وغدر الأصدقاء، في رسالة توعوية موجهة للفتيات، أن لا يستسلمن للخوف، وأن المواجهة هي النجاة. سرد القصة كان مباشرًا، لا يحتمل الكثير من الالتفاف، مما جعل الفكرة تصل سريعًا، وإن افتقدت لبعض الدراما والتأملات النفسية. لكنها تظل ضوءًا موجهًا نحو الحذر، والتمسك بالقيم.


💭 رأيي الشخصي: شعرت أن القصة بمثابة إنذار لكل فتاة: لا تثقي بسهولة، فالقناع قد يخفي خنجرًا. أعجبتني النهاية القوية، التي جسدت فكرة المواجهة لا الخضوع.


4️⃣ عودة من المخاض 👩‍👧‍👦🛤️

قصة تتكئ على الغموض في بدايتها، تضع امرأة تحمل طفلتها أمام طريق مفتوح على الاحتمالات. يظهر الرجل لاحقًا، لا كمنقذ، بل كأمل. كأن القصة تقول للنساء: الحياة لا تتوقف عند الطلاق، بل تبدأ من بعده. لغة الكاتبة هادئة، ولكنها تقود المعنى بقوة. ربما احتاجت القصة إلى توضيح أكثر حول وضع البطلة، خاصة أنها لم تُقدم كـ"مطلقة" بوضوح منذ البداية، وكان هنالك بعض الالتباس حول وجهة السفر. إلا أن الرسالة كانت راسخة: لا عار في البدء من جديد، ولا بأس في إعادة تشكيل الحياة.


💭 رأيي الشخصي: هذه القصة تُشبهني في لحظات شعرت فيها أن لا بداية بعد الانكسار، لكنها تقول: حتى المخاض المؤلم، قد ينجب حياة أخرى.


5️⃣ صاحب المعطف المجهول 🧥📨

في هذه القصة، يتحوّل الخوف من حالة شعورية إلى واقع ملموس. فتاة تتلقى رسائل من شخص مجهول، فيتحول يومها إلى قلق، ولياليها إلى توجّس. الكاتبة تجيد نقل الرعب النفسي، وتظهر كيف يمكن أن يتحول الفضاء الرقمي إلى فخ. كان يمكن أن تكتسب القصة عمقًا أكبر لو عرفنا عن المهووس شيئًا، عن دوافعه أو هويته. لكن حتى مع هذا الغياب، يبقى ظلّه الثقيل حاضرًا. إنها قصة عن الأمان المهدد، وعن صوت خافت داخل كل فتاة يقول: انتبهي.


💭 رأيي الشخصي: هذه القصة جعلتني أراجع حجم الأمان الزائف الذي تمنحه لنا الشاشات، فحتى الكلمات قد تكون فخًا، والصمت أحيانًا صراخ خفي لا يُسمع.


6️⃣ في جوارنا قاتل 🚨🏚️

الواقع في هذه القصة لا يُجمَّل. عنف منزلي، وزوجة تضرب حتى الموت، وأطفال يصرخون في الخلفية. البطلة ليست بطلة خارقة، لكنها فقط قررت ألا تبقى متفرجة. أبلغت الشرطة، تدخلت، حاولت أن تصنع فرقًا، في وقت اكتفى فيه الجميع بالتصوير. الكاتبة تقدم مشهدا مألوفًا ومؤلمًا، وتُجبر القارئ على مواجهة سؤال: ما دورك عندما ترى الجريمة؟ الشخصية الرئيسية ربما بالغت في شجاعتها، وربما تصرّفت بأكثر مما يُنتظر من إنسانة عادية، لكن هذا ما يجعل القصة تضرب في العمق: التغيير يبدأ عندما نرفض الصمت.


💭 رأيي الشخصي: شعرت أن القصة توبخني بلطف: لا تكن حياديًا. لا تكن عابرًا. كن إنسانًا أمام الألم.


7️⃣ خلف باب المشرحة ⚰️🩸

قصة غريبة في ظاهرها، واقعية في رموزها. خلف المشرحة، لا نرى الموتى فقط، بل نرى الأحياء الذين باعوا ضمائرهم. من قدّم ابنه، أو عائلته، أو صديقه قربانًا للشيطان مقابل المال والسلطة. الكاتبة تتخفى خلف الرمزية، لكنها ترسل رسائل حادة لكل من يساوم على القيم. ليس المهم أن تكون القصة خيالية، بل أن نرى الحقيقة داخلها. الغيرة، الحقد، الجشع، كل ذلك يعرض داخل مشهد رمزي، ويترك خلفه سؤالآ ثقيلًا: كم منا قدم شيئا مما يحب فديةً لشيء مما يشتهي؟


💭 رأيي الشخصي: هذه القصة جعلتني أتوقف كثيرًا عند فكرة الضمير، وكيف أن بعض الناس لا يبيعونه دفعة واحدة، بل شريحة تلو الأخرى.


🏁 في الختام...

📖 كتاب "السوط والجلاد" يضع أمامنا سبع مشاهد، كل منها مرآة تعكس جانبًا من الإنسان. لا تبحث القصص عن الكمال، بل عن الصدق، ولا تدّعي البطولة، بل تتركها في يد القارئ ليقرر من كان الجلاد ومن كان الضحية.


🗣️ وفي كل قصة، همسة تقول:

"انظر حولك جيدًا، فالخذلان، والخوف، والرجاء... كلها تحدث كل يوم، وربما في بيتك أنت."


#السوط_والجلاد #أريج_عبد_العزيز #حكاية_صناع_السعادة #النجاح_شايلنا_وطاير 🚀 #ريفيو_كتب #قصص_بتشبهنا #كلمة_بتوجع #أدب_واقعي #صوت_البنات

إرسال تعليق

أحدث أقدم