حوار خاص مع الرّسّام "كيرلس عادل" إلى مجلة (حكاية يافِث أرثر) - صناع السعادة للثقافة والفنون..

تدقيق ومراجعة: أميمة عثمان

كتب: عبدالله البنا 

_ حدّثنا عن وجهة نظرك في العمر؟. 

- العمر من وجهة نظري هي المنحة الربانية لكل واحد منا، لا يقتصر على طول المدة اللي هنعيشها، لكن الأهم هو كيفية تحويل العمر إلى لحظات خالدة وصنع ذكريات جميلة؛ أننا نُلّون أيامنا بمواهبنا وبالفن اللي جوانا، نخليه أجمل بالحب وبالموسيقي اللي بنحبها، هي دي الحاجات اللي تخلي العمر مميز مينفعش نضيع لحظة واحدة، لازم نستثمر عمرنا وكل دقيقة في إننا نعمل حاجة بنحبها وتُرضي شغفنا. 


_ حدّثنا عن أعمالك؟. 

- وهبتُ حياتي وموهبتي لرسم بورتريهات المشاهير، والشخصيات المؤثرة تأثير إيجابي في المجتمع المصري، أو في العالم كله، أو لإلقاء الضوء علي مشاعر معينة؛ بخرجها في صورة رسم. 
أنا بكلم متابعيني باللي في قلبي من خلال البورتريهات واللي بتنال بدرجة كبيرة إعجابهم، وبركز في أعمالي السنة دي إني أقدِّم بورتريهات تلمس القلب بمشاعرها. 

_ كيف كانت بدايتك؟. 

- الحقيقة بداية اكتشافي لموهبتي وأنا في المرحلة الابتدائية اكتشفت بالصدفة إن ربنا منحني موهبة إني أقلد أي رسمة موجودة في الكتب الدراسية بالظبط وبدقة شديدة، واللي لاحظ ده معلمين المراحل الابتدائية والاعدادية، وشجعوني أشترك في معارض المدرسة التابعة لوزارة التربية والتعليم، وكانوا بيكلفوني برسم جداريات المدرسة؛ لأني كنت برسم بشكل يفوق مراحلي العمرية، وفضلت مستمر لحد ما اشتركت في مسابقة على مستوى الجمهورية تحت إشراف عدة جهات مثل وزارة الثقافة في فترة الدكتور -حلمي النمنم- ووزارة التربية والتعليم، ووزارة الرَّي والزراعة، وتحت إشراف الإدارة العامة للمكتبات، وكان موضوع المسابقة رسم السد العالي وكافئني ربنا بإني كسبت المركز الأول ومن هنا كانت انطلاقتي... 

_ وهل واجهت متاعب في حياتك؟. 

- لا يخلو أي طريق موهوب من المتاعب والمعوقات، لكن أنا متاعبي كانت ذاتية؛ كنتُ عدوًا لنفسي بأني أُقارن مستوايا بفنانين كبار سبقوني في المجال؛ وده كان بيسببلي إحباط ورغبة في إني أبطل رسم، وفي أنواع تانية من المتاعب بتتلخص في صعوبة التعامل مع أدوات جديدة، زي خامة -الفحم- خاصة وإني مخدتش كورسات أو أي دورات تدريبية، لكن علمت نفسي بنفسي، وطورت موهبتي من خلال التجربة والمحاولة والخطأ لحد ما وصلت لمستوايا الحالي اللي أنا راضي بنسبة كبيرة عنه. 

_ كيف تغلّبت على تلك المصاعب؟. 

- بإني ركزت واشتغلت على نفسي مبقارنش نفسي بحد، لكن بقارن نفسي في الوقت الحالي بمستوايا زمان، و مبلتفتش إلى النقد السلبي بحاول أحسن من نفسي، وكمان بحب إني أكون مُواكب العصر في متطلبات فني. 
 

_ دعنا نتخيل أن موهبتك العظيمة هي طِفلتكَ المدللة، أخبرنا كيفية التعامل معها كي تنميها؟. 

- أزودها بالأدوات اللازمة، أُهيئ لها الأجواء المناسبة للرسم، بخليها تجرب طرق مختلفة في الرسم؛ علشان متحسش بالملل، بحاول أشبع طموحها وجوعها الفني بتنفيذ كل البورتريهات اللي بتحبها. 

_ كيف تحمي موهبتك من العقبات التي تواجهك مثل الكسل أو الفتور الداخلي أو ممن يحاولون إحباطك؟. 

- كل رسام بيواجه عقبة كبيرة تسمى (الآرت بلوك) أو فقدان الشغف في الرسم، أو عدم الرضا عن مستوى نتيجة أي بورتريه، أنا بواجه العقبة دي بإني أشتغل أكتر واغلط، مفيش مانع أرسم لمزاجي ودماغي، موقفش علشان مفقدش موهبتي، وكمان بحاول متأثرش بإحباط الآخرين؛ لأن أي فن لا يوجد عليه إجماع كلي، وبحاول ألتفت للآراء الإيجابية اللي بتكون هي الأغلبية بتوفيق ربنا. 
  

_ هل في يوم قال لك أحدهم أنك لست موهوب؟ أو وجه لك حديثا جعلك تشعر للحظة أنك غير موهوب؟ أم كان المجتمع من حولك يحب موهبتك ويعمل على تشجيعك؟. 

- الحقيقة في بدايتي توجه ليا كمٌ من الإحباطات والنقد الهادم اللي ضَعفت عزيمتي بسببه، لكني واجهت آرائهم بالتحدي، وقررت من جوايا إني أثبت ليهم قد إيه موهبتي هتوصل، وإني مش عايش وهم، لكنه واقع هيعيشوه ويشوفوه بنفسهم. 

_ حدثنا عن قدوتك أو شخص مميز في هذا المجال الذي كان مصدر إلهامك؟. 

- أنا من محبين الفنان (مصطفى حسين) أسطورة فن الكاريكاتير -رحمة الله عليه- أما قدوتي الفنان العالمي (ليوناردو دافنشي) واللي أخدت منه لقب -دافنشي- وبقيت مشهور وسط متابعيني بـ "دافنشي الإسكندرية". 

_ حدثنا عن أمنيتك التي تحاول تحقيقها في هذا المجال؟. 

- أمنيتي إن فني يوصل للعالم كله، وأفتتح معرض يمثل اسم مصر، ويحمل اسم "معرض دافنشي" وإني افتتح وِرَش لتعليم الصغار فن الرسم، وأخرج موهوبين يعملوا تأثير إيجابي في المجال، وإني أعمل مجلة كاريكاتيرية تناقش أوضاعنا وقضايا مجتمعنا بشكل ساخر ومضحك. 


_ بما أنه لكل فن رسالة، ما هي رسالتك التي تحاول إيصالها إلى العالم؟. 

- بحاول أسلّط الضوء على نماذج مشرفة وجميلة في المجتمع نقتدي بيها، أفضل من الفن الهابط المنتشر علي السوشيال ميديا. 
 
_ اسرد موقف حدث لك وكان له تأثير عليك في هذا المجال، أو كتشجيع لغيرك ممن لديهم هذه الموهبة؟. 

- أهم المواقف تتلخص في ثمرة تعبي ومجهودي عن الرسم من خلال لحظات تكريمي من وزارة الثقافة عن رسمة السد العالي، ومن الكنيسة عن رسمي للأيقونات القبطية، كما نال فني استحسان كتير من الفنانين المصريين مثل الفنان الكبير: (محمد صبحي) والفنان (أحمد أمين) والفنانة (درة) والفنانة (هنا الزاهد)... وغيرهم من نجوم الفن المصري. 


_ إذا طلبتُ منك وصف المبادرة وتقييمك لها كي تلفت نظر العالم إليها، وتجعلها أقرب إلى قلوبهم مثلما هي قريبة إلى قلبك ماذا سوف تقول؟. 

- أتمنى أن كثير من المبادرات تأخد نفس مسار مبادرتكم في تشجيع وتبني الفنون الشابة، وتسليط الضوء عليهم؛ لأنكم مثل نافذة نور للمواهب، لنشر شعاع شمس موهبتهم علي العالم من خلالكم. 
جزاكم الله خيرا. 

رئيس التحرير: عبدالله البنا 
الإشراف العام: هند مصطفى

إرسال تعليق

أحدث أقدم