حوار خاص مع الكاتب والناقد الأدبي د. محمد فتحي إلى مجلة حكاية يافث أرثر - صناع السعادة للثقافة والفنون

تدقيق ومراجعة: أميمة عثمان

كتب: عبدالله البنا

 حدثنا عن وجهة نظرك في العمر؟

العمر مساحة من الضوء نطل من نافذته على عوالم شتى نتفاعل معها ونتأثر بها وتترك في أنفسنا أثرا سلبا أكان أو إيجابا إلا أنه يمثل تجربتنا بكل مضامينها وتحدياتها وإشكاليتها وحصاد الرحلة هو ما تعلمناه وما استوعبته عقولنا القاصرة ومنه نخط ما نرتضيه أن يكون مرتبطا باسمنا الآن وبعد الممات .. 

حدثنا عن أعمالك؟

لي والحمد لله رب العالمين دائما وابدا ٤٠ مؤلفا بين علمي وفكري وأدبي وقريبا أول عمل في مجال تحقيق المخطوطات ..أعمال منفردة وأخرى مشتركة مع آخرين 

كيف كانت بدايتك؟ وهل واجهتِ مصاعب في حياتك؟

بدأت بالكتابة في فترة ٢٠١١م ضمن مدونات مصراوي وفي الكتابة المنتظمة منذ عام ٢٠١٥ في صحيفة الدستور مقالات علمية وفي النسخة العربية من الموقع الأمريكي هافينغتون بوست وعلى بوابة الحضارات للأهرام وعلى بوابة روزاليوسف وقد جمعت حصاد كل هذه الفترة ومقالاتي الأولى في كتاب تأملات بين العلم والدين والحضارة وهو باكورة كتبي الورقية في ٢٠١٩م..
الصعوبة في الرحلة كانت في بدايات النشر الورقي خاصة في مصر إذ من الصعوبة بمكان أن تجد صحيفة تقدم على تبني أعمال لكاتب غير مشهور وتفسح له المجال والمساحة للكتابة بشكل دائم .. 

كيف تغلبتِ على تلك المصاعب؟

وهذا ما تغلبت عليه بالنشر في الصحف العربية بالجزائر والعراق فكانت لي صفحة كاملة في صحيفة صوت الاحرار الجزائرية لفترة طويلة كما أصبحت ضيفا على صحيفة الموقف الرابع العراقية بشكل شبه منتظم وكذلك عمود ثابت في صحيفة صوت بلادي منذ ٢٠١٧ م وحتى الآن والتي تخاطب جموع الجالية المصرية في الولايات المتحدة الأمريكية ومن ثم اتسع مجال النشر أمامي شيئا فشيئا والحمد لله على واسع فضله..

دعنا نتخيل أن موهبتك العظيمة هي طفلتك المدللة أخبرينا كيف التعامل معها كي تنميها؟

بالقراءة المستمرة وتخصيص الوقت اللازم لذلك وهو التحدي الأعظم بالنسبة لي في ضوء ضيق الوقت المتاح مع اتساع رقعة العمل وضغوطه الكثيرة ..عملي الحالي في قراءة الأرشيف المصري الممتد لأكثر من مائة عام ونسج موضوعات ذات قيمة من مضمونه الثري هو من أكثر المهام التي استمتع بها حاليا وقد قدمت في ضوئها خمسة كتب حتى الآن وهم : صفحات من التاريخ الأخلاقي بمصر - نوستالجيا الواقع والأوهام - تاريخ حائر بين بان وآن - هوامش على دفتر أحوال مصر - نزهة الألباء في مطارحات القراء ..

كيف تحمي موهبتك من العقبات التي تواجهكِ مثل الكسل أو الفتور الداخلي أو ممن يحاولون إحباطك؟

علمني عملي بالجودة أن أضع جملة من الأهداف وفق إطار زمني محدد وخطة محددة وأن أضع هذا نصب عيني طوال الوقت فلا يضيع مني الوقت سدى ولا أضل الطريق أبدا ..

هل في يوم قال لكِ أحدهم أنكِ لستِ موهوبا؟ أو وجه لك حديث جعلك تشعر للحظة أنك غير موهوب! أم كان المجتمع من حولكِ يحب موهبتكِ ويعمل على تشجيعك؟

لم أصادف هذه النماذج حقيقة في حياتي وفي كل الأحوال لا اعبأ بمثل هذه الآراء وهذا ليس غرورا أو تعاليا فلقد اعتمدت على ساعدي في اختبار موهبتي طوال السنين الماضية وأصقلتها بمزيد من المراجعة والإتقان ولازلت أحاول واستفيد من أخطائي ..
ولو أردت أن أقول لك أن أحد أهم الدروس التي تعلمتها وكان لها الفضل هو benchmark هذا المصطلح الذي تعلمته في الجودة وجعلته معيارا لي في حياتي العملية فمع كل مرحلة أقارن نفسي بما كنت عليه من قبل حتى أخرج من المرحلة بدروس تعينني على التقدم قدما في المراحل الأخرى بخطى أكثر وعيا ومهارة ونجاحا ..

حدثينا عن قدوتك أو شخص مميز في هذا المجال الذي كان مصدر إلهامك؟

في الوقت الراهن لا يوجد 
أما في الماضي فيعجبني جدا أسلوب الأستاذ محمد حسنين هيكل في الكتابة التاريخية وإن اختلفت معه في معالجاته لبعض القضايا ..

حدثنا عن أمنيتك التي تحاول تحقيقها في هذا المجال؟

أن يكون لكتاباتي صدى واسع على الساحة الأدبية والثقافية وأن يصبح أسلوبي في الربط العلمي والتاريخي وكيل القصص التاريخي بميزان العلم والمنطق بمثابة مدرسة جديدة في الفكر المعاصر وهي تستحق أن تتصدر المشهد الثقافي حاليا ومستقبلا لتخرجه من حالة الجمود والعشوائية والترهل التي يعيشها الآن وأن تقوده للأمام في المستقبل القريب والبعيد...


بما أنه لكل فن رسالة، ما هي رسالتك التي تحاول إيصالها إلى العالم؟

لا سبيل للتقدم دون علم ولا يتحقق العلم دون الاستفادة من حقائق التاريخ ودروسه ولن تتحقق هذه الاستفادة دون إعمال العقل ..
وبالعلم والدين والتاريخ يتحقق للعقل النضوج وتغدو الأخلاق واحة عاصمة للمجتمع من الزلل وبهذا كله ترتقي الدول وترتفع قيمة المجتمعات ..

اسرد موقف حدث لكِ وكان له تأثير عليكِ في هذا المجال أو كتشجيع لغيركِ ممن لديهم هذه الموهبة؟

لا اتذكر الحقيقة مواقف ذات أثر إيجابي.. بالعكس كلها ذات أثر سلبي واستطعت بقوة نفسي أن اتخطاها ولو كان لي أن أشكر أحدا بالتأكيد ستكون نفسي التي تحملت معي كل هذه الصعاب والتحديات والخطوب دون ملل أو كلل أو وهن ..

إذا طلبتُ منكِ وصف المؤسسة والغزل بها كي تلفت نظر العالم إليها، وتجعلها أقرب إلى قلوبهم مثلما هي قريبة إلى قلبك ماذا سوف تقول؟

مؤسستكم الكريمة منارة ثقافية وفي فترة زمنية وجيزة احتلت مكانة بارزة في الوسط الأدبي ولقد تعاملت معكم لعام مضى في نقد المؤلفات واعلم حرصكم الشديد على تبني المواهب الجادة وفرزها والنقد البناء لأعمالهم والعمل على إبرازها على النحو الأكمل ...

رئيس التحرير: عبدالله البنا 
الإشراف العام: هند مصطفى

إرسال تعليق

أحدث أقدم