كتب: أحمد كمال توفيق
(نحن لا نستسلم ننتصر او نموت، وهذه ليست النهاية بل سيكون عليكم أن تحاربوا الجيل القادم والأجيال التي تليه، أما أنا فسيكون عمري أطول من شانقي
ولدت في العشرين من أغسطس عام 1858 بمنطقة تسمى البطنان بإقليم زاوية جنذور التابع لبرقة شرق ليبيا؛ وتوفى والدي وأنا حديث السن أثناء رحلته لأداء فريضة الحج وقد ترك وصية أرسلت لصديقه حسين الغرياني بتولي رعايتي أنا وأخي محمد فأصبح بمثابة أبانا الروحي فقد أحسن تربيتنا فقد أرسلنا لتعلم عظيم ما أنزل من الكلم (القرآن الكريم) بمدرسة الزاوية ثم بعد ذلك توجهنا لواحة جغبوب معقل الحركة السنوسية(حركة دعوية إصلاحية ذو طابع ديني نشأت 1843) وتعلمت الفقه والتفسير بمعهد الجغبوبي لمدة 8 سنوات كما تعلمت أيضاً طرق فض النزاعات البدوية وذهبت لأدرس واتعلم خصائص الطرق الصحراوية نعم إنه أنا شيخ المجاهدين (عمر المختار).
وبالتالي قام الشيخ محمد المهدي (زعيم الحركة السنوسية) باستغلالي فالرحلات ما بين السودان وليبيا، وفي عام 1895 كنت في ال37 من عمري اتجهنا بأحد القوافل للسودان فاعترض طريقنا أسد وكان رأيهم أن نترك له جمل من جمال القافلة ولكني رفضت وقلت لهم ( إن الإتاوات التي كان يفرضها القوي منا على الضعيف قد بطلت فكيف لنا أن نعطيها لحيوان؛ لا والله انها لعبامة ذل وهوان ووالله لئن خرج علينا لندفعنه بسلاحنا) ثم خرجت عليه انقضاضا نعم كان يملئني الذعر ولكن الرجل الحق هو من يتغلب على خوفه بالمواجهة (فإن التردد اكبر عقبة في طريق النجاح) وبالفعل وفقني الله أن آتي برأسه للقبيلة ومن هنا أطلق عليا لقب أسد الصحراء.
وبعد ذلك قد عينت نائبا على عين كلك بالسودان بأمر الشيخ المهدي الذي كان يقول في (لو كان عندنا عشرة مثل عمر لاكتفينا بهم) ثم بعدها بعامين تحديدا على ما أذكر 1897 عينت على زاوية القصور بمنطقة الجبل الأخضر وهناك قد حصلت على لقب سيدي الذي كان له واقع خاص على مسامعي لأنه لقب كبار مشايخ السنوسية.
وفي عام 1900 علمنا بدخول القوات الفرنسية للتشاد التي كانت واقعة عالحدود الليبية فقمت بجمع جيش للمقاومة نصابه حوالي 4000 رجل وقمنا بالمقاومة لمدة سنتين وبعد ذلك توفى سيدي المهدي وعدت لبرقة في منصبي كشيخ لزاوية القصور وقد رخب بعودتي العثمانيين حيث كانوا يحكمون البلاد.
كما قما أيضاََ في عام 1908 بالانضمام للمقاومة المصرية ضد الاحتلال البريطاني عن طريق رحلات جهادية لمناطق ثلاث (البردية _ السلوم _ مساعد) وقامت بيننا وبين يريطانيا أشد المعارك التي أدت لصم السلوم للحدود المصرية بعد الضغط على الدولة العثمانية.
يتبع..
رئيس التحرير: عبدالله إبراهيم
نائب رئيس التحرير: مريم عبدالهادي كامل
الوسوم:
مقالات